تسمم الرصاص

يحدث تسمم الرصاص عندما يتراكم الرصاص في الجسم، وغالبًا ما يستغرق الأمر شهورًا أو سنوات. حتى كميات الرصاص الصغيرة يمكن أن تسبب مشاكل صحية خطيرة. الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات معرضون بشكل خاص لتسمم الرصاص، والذي يمكن أن يؤثر بشدة على النمو العقلي والجسدي. عند مستويات عالية جدًا، يمكن أن يكون تسمم الرصاص قاتلاً.

إن الدهانات التي تحتوي على الرصاص والغبار الملوث بالرصاص في المباني القديمة هي مصادر شائعة لتسمم الرصاص عند الأطفال. تشمل المصادر الأخرى الهواء والماء والتربة الملوثة. قد يتعرض البالغون الذين يعملون مع البطاريات أو يقومون بتجديد المنازل أو يعملون في ورش إصلاح السيارات أيضًا للرصاص.

يوجد علاج لتسمم الرصاص، ولكن اتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة يمكن أن يساعد في حماية نفسك وعائلتك من التعرض للرصاص قبل حدوث الضرر.

في البداية، قد يكون من الصعب اكتشاف تسمم الرصاص - حتى الأشخاص الذين يبدو أنهم أصحاء قد يكون لديهم مستويات عالية من الرصاص في الدم. وعادةً ما لا تظهر العلامات والأعراض إلا بعد تراكم كميات خطيرة.

الرصاص معدن يوجد بشكل طبيعي في القشرة الأرضية، لكن النشاط البشري - التعدين، وحرق الوقود الأحفوري، والصناعة - تسبب في انتشاره على نطاق أوسع. وقد استخدم الرصاص أيضًا في الماضي في الدهانات والبنزين، ولا يزال يُستخدم في البطاريات، واللحام، والأنابيب، والفخار، ومواد التسقيف، وبعض مستحضرات التجميل.

العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالتسمم بالرصاص تشمل:

• العمر. يرجح أن يتعرض الرضع والأطفال الصغار للرصاص أكثر من الأطفال الأكبر سنًا. قد يقومون بمضغ الطلاء المتقشر من الجدران والأعمال الخشبية، وقد تتلوث أيديهم بغبار الرصاص. كما أن الأطفال الصغار يمتصون الرصاص بسهولة أكبر، وهو أكثر ضررًا لهم منه بالنسبة للبالغين والأطفال الأكبر سنًا.
• العيش في منزل قديم. على الرغم من حظر استخدام الدهانات المحتوية على الرصاص منذ سبعينيات القرن الماضي، إلا أن المنازل والمباني القديمة غالبًا ما تحتفظ ببقايا هذا الطلاء. والأشخاص الذين يقومون بتجديد منزل قديم معرضون لخطر أكبر.
• بعض الهوايات. يتطلب صنع الزجاج الملون وبعض المجوهرات استخدام لحام الرصاص. قد يعرضك تجديد الأثاث القديم للاتصال بطبقات من طلاء الرصاص.
• العيش في البلدان النامية. غالبًا ما تكون البلدان النامية أقل صرامة في القواعد المتعلقة بالتعرض للرصاص مقارنة بالبلدان المتقدمة. قد ترغب العائلات الأمريكية التي تتبنى طفلًا من بلد آخر في إجراء فحص دم للطفل للتحقق من التسمم بالرصاص. كما يجب فحص الأطفال المهاجرين واللاجئين.

يمكن للرصاص أن يضر الجنين. إذا كنتِ حاملًا أو تخططين للحمل، فعليكِ توخي الحذر الشديد لتجنب التعرض للرصاص.

حتى التعرض لمستويات منخفضة من الرصاص قد يسبب ضررًا مع مرور الوقت، خاصة عند الأطفال. أكبر خطر هو على نمو الدماغ، حيث يمكن أن يحدث ضرر لا يمكن إصلاحه. قد تتسبب المستويات الأعلى في تلف الكلى والجهاز العصبي لدى الأطفال والكبار على حد سواء. قد تتسبب مستويات الرصاص العالية جدًا في حدوث نوبات، وفقدان للوعي، والموت.

يمكن أن تساعدك التدابير البسيطة في حماية نفسك وعائلتك من التسمم بالرصاص:

• اغسل اليدين والألعاب. للمساعدة في تقليل انتقال الغبار أو التربة الملوثة من اليد إلى الفم، اغسل أيدي أطفالك بعد اللعب في الهواء الطلق، وقبل الأكل، وقبل النوم. اغسل ألعابهم بانتظام.
• نظف الأسطح المُغبرة. نظف أرضياتك بممسحة مبللة وامسح الأثاث، عتبات النوافذ، والأسطح المُغبرة الأخرى بقطعة قماش مبللة.
• اخلع الحذاء قبل دخول المنزل. هذا سيساعد في إبقاء التربة المحتوية على الرصاص خارج المنزل.
• شغل الماء البارد. إذا كان لديك سباكة قديمة تحتوي على أنابيب أو تركيبات من الرصاص، فقم بتشغيل الماء البارد لمدة دقيقة على الأقل قبل الاستخدام. لا تستخدم ماء الصنبور الساخن لتحضير حليب الأطفال أو للطهي.
• منع الأطفال من اللعب في التربة. وفّر لهم صندوق رمل يُغطى عند عدم استخدامه. ازرع العشب أو غطّ التربة المكشوفة بالسماد.
• اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا. قد تساعد الوجبات المنتظمة والتغذية الجيدة في تقليل امتصاص الرصاص. يحتاج الأطفال بشكل خاص إلى كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين ج والحديد في نظامهم الغذائي للمساعدة في منع امتصاص الرصاص.
• حافظ على منزلك في حالة جيدة. إذا كان منزلك يحتوي على طلاء يحتوي على الرصاص، فتحقق بانتظام من وجود طلاء متقشر وحل المشاكل على الفور. حاول ألا تقوم بالصنفرة، مما ينتج عنه جزيئات غبار تحتوي على الرصاص.

قد يوصي مقدم الرعاية الصحية لطفلك بإجراء فحص لمستويات الرصاص خلال الفحوصات الروتينية. بشكل عام، يتم هذا الفحص عند عمر 1 و 2 سنوات. قد يُوصى أيضًا بفحص الرصاص للأطفال الأكبر سنًا الذين لم يخضعوا للفحص.

يمكن لاختبار دم بسيط الكشف عن تسمم الرصاص. يتم أخذ عينة دم صغيرة من وخز إصبع أو من وريد. تقاس مستويات الرصاص في الدم بوحدة ميكروجرام لكل ديسيلتر (mcg/dL).

لا يوجد مستوى دم آمن للرصاص. ومع ذلك، يتم استخدام مستوى 5 ميكروجرام لكل ديسيلتر (mcg/dL) للإشارة إلى مستوى قد يكون غير آمن للأطفال. يجب فحص الأطفال الذين تظهر نتائج تحاليل دمهم هذه المستويات بشكل دوري. يجب علاج الطفل الذي ترتفع مستوياته بشكل مفرط - بشكل عام 45 ميكروجرام/ديسيلتر أو أكثر.